التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

قوله : { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها } أتتهم الآيات الخوارق من عند الله ، الواحدة تلو الأخرى . وما من آية معجزة بينة من هذه الآيات تأتيهم إلا كانت أعظم مما قبلها من المعجزات مع أن تلك المعجزات جميعا عظيمات ويشهدن بصدق نبوة موسى وأنه مرسل من ربه . لكن القوم ، وفي رأسهم الطاغوت الأثيم المتجبر فرعون ، موغلون في الغفلة والعناد والتمرد . وبذلك استحقوا من الله أن يأخذهم بعذاب من عنده بسبب تكذيبهم وعتوهم . ولقد كان ذلك .

وهو قوله سبحانه : { وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون } أنزل الله بهم عذابا ، جزاء كفرهم وظلمهم واستسخارهم بآيات الله ، فقد أخذهم بالسنين ونقص من الثمرات وبالجراد والقمل والضفادع والدم ، وهو ما بيناه سابقا { لعلّهم يرجعون } أي يتذكرون ويكفّون عن ظلمهم وتكذيبهم فيبادرون الإيمان والطاعة وحسن المتاب .

لقد بيّن الله ذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم تأنيسا له وتسلية ، كيلا يحزن أو يبتئس من تكذيب قومه وصدّهم عن دين الله وعن سبيله المستقيم .