بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (23)

قوله عز وجل : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ } ، يعني : أرسلناه إلى قومه كما أرسلناك إلى قومك . فإن قيل : إيش الحكمة في تكرار القصص ؟ قيل له : لأن في كل قصة كررها ألفاظاً وفوائد ونكتاً ما ليس في الأخرى ، ونظمها سوى نظم الأخرى . وقال الحسن : للقصة ظهر وبطن ، فالظهر خبر يخبرهم ، والبطن عظة تعظهم ؛ ويقال : إنما كررها تأكيداً للحجة والعظة ، كما أنه كرر الدلائل ويكفي دليل واحد لمن يستدل به تفضلاً من الله تعالى ورحمة منه .

فقال تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ } ، { فَقَالَ ياقوم اعبدوا الله } ؛ يعني : أطيعوا الله عز وجل ووحدوه . { مَا لَكُم مّنْ إله غَيْرُهُ } ، يعني : ليس لكم رب سواه ، { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله عز وجل فتوحدونه ؟ يعني : اتقوه ووحدوه .