تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (23)

الآية 23 : وقوله تعالى : { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }يردد عز وجل أنباء عز وجل أولي العزم من الرسل وأخبارهم ، ويكررها على رسول الله ليكون أبدا يقظان{[13365]} منتبها ، ويعرف أن كيف عامل أولوا العزم قومهم ؟ كيف صبر أولو العزم من الرسل على أذى قومهم وتكذيبهم إياهم ليعامل{[13366]} هو قومه مثل معاملتهم ، ويصبر على أذى قومه مثل ما صبر أولئك على أذى قومهم وتكذيبهم إياهم . لهذا ما يردد ، ويكرر أنباءهم عليه ، ويعرف قومه أيضا ألا يظفروا{[13367]} بما يأملون من تكذيبهم العاقبة . بل العاقبة تصير له على ما صارت لأولي العزم من الرسل لا لقومهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { أفلا تتقون } يحتمل وجوها : أحدها : { أفلا تتقون } مخالفة الله ؟ .

( والثاني : { أفلا تتقون }{[13368]} مخالفة رسوله ؟

( والثالث ){[13369]} : { أفلا تتقون } عبادة غير الله ؟

( والرابع{[13370]} : { أفلا تتقون }عذابه ونقمته ووعيده ){[13371]} .


[13365]:في الأصل و م: يقظانا.
[13366]:في الأصل و م: ليتعامل.
[13367]:في الأصل و م: يظفرون.
[13368]:في الأصل وم: و.
[13369]:في الأصل وم: أو.
[13370]:في م: أو.
[13371]:من م، مدرجة قبل: أو {أفلا تتقون} عبادة غير الله.