بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَئِذٖ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلۡحَقَّ وَيَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ ٱلۡمُبِينُ} (25)

ثم قال : { يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق } ، يعني : يوفيهم جزاء أعمالهم . قرأ حمزة والكسائي { يَشْهَدُ } بالياء بلفظ المذكر ، والباقون بالتاء بلفظ التأنيث ، لأن الفعل مقدم ، فيجوز أن يذكر ويؤنث ؛ وقرأ مجاهد { الحق } بضم القاف ، فيكون الحق نعت لله ، وتكون قراءة أبي بن كعب شاهدة له ، كأنه يقول : يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم ؛ وقراءة العامة الحق بالنصب . وإنما يكون نصباً ، لنزع الخافض ، أي يوفيهم الله ثواب دينهم بالحق ، أي بالعدل . وجه أخر أن يكون الحق نعتاً للدين ، ويكون كقوله : { حَقّاً } ثم يدخل عليه الألف واللام .

قوله تعالى : { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الحق المبين } ، أي عبادة الله هي الحق المبين ؛ ويقال : ما يعلمون أن ما قال الله هو الحق .