{ إِنَّ الذين *** جَاءوا بالإفك عُصْبَةٌ مّنْكُمْ } يعني جماعة منكم ، وهو ما قال عبد الله بن أبيّ وأصحابه : ما برئت عائشة من صفوان ، وما برىء عنها صفوان ، والعصبة عشرة ، فما فوقها ، كما قال الكلبي .
{ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ } ، يعني : عائشة ومن كان ينسبها والنبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ، { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ؛ لأنه لو لم يكن قولهم لم يظهر فضل عائشة رضي الله عنها وإنما ظهر فضل عائشة بما صبرت على المحنة ، فنزل بسببها سبع عشرة آية من القرآن من قوله : { إِنَّ الذين جَاءوا بالإفك } إلى قوله : { لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ووجه آخر ، بل هو خير لكم ، لأنه يؤخذ من حسناته ويوضع في ميزانه ، يعني : عائشة وصفوان ، وهذا خير له .
ثم قال : { لِكُلّ امرىء مّنْهُمْ مَّا اكتسب مِنَ الإثم } ، يعني : لكل واحد منهم العقوبة بمقدار ما شرع في ذلك الأمر ، لأن بعضهم قد تكلم بذلك ، وبعضهم ضحك ، وبعضهم سكت . فكل واحد منهم ما اكتسب من الإِثم بقدر ذلك .
{ والذى تولى كِبْرَهُ } ، يعني : الذي تكلم بالقذف { مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، يعني : الحد في الدنيا . فأقام النبي صلى الله عليه وسلم الحد عليهم ، وكان حميد يقرأ { والذى تولى كِبْرَهُ } بضم الكاف ، يعني : عظمه . قال أبو عبيد : والقراءة عندنا بالكسر ، وإنما الكبر في النسب وفي الولاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.