بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (27)

قوله عز وجل : { كَرِيمٌ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ } ، يعني : بيوتاً ليست لكم حتى تستأنسوا ، يعني : حتى تستأذنوا . وروي عن سعيد بن جبير : أن عبد الله بن عباس كان يقرأ : { حتى تستأذنوا } ويقال : تستأذنوا خطأ من الكاتب . وروي عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قال : أخطأ الكاتب في قوله : { بُيُوتِكُمْ حتى تَسْتَأْنِسُواْ } ، وقراءة العامة { تَسْتَأْنِسُواْ } . وقال القتبي : الاستئناس أن تعلم من في الدار ، يقال : استأنست فما رأيت أحداً ، أي استعلمت وتعرفت ، ومنه . قوله : { وابتلوا اليتامى حتى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فادفعوا إِلَيْهِمْ أموالهم وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمعروف فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أموالهم فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وكفى بالله حَسِيباً } [ النساء : 6 ] ، أي علمتم . وروي ، عن عدي بن ثابت ، عن رجل من الأنصار قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد ، فيأتي الأب فيدخل ، فكيف أصنع ؟ قال : ارجعي . فنزلت هذه الآية : { كَرِيمٌ يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ } ، { حتى تَسْتَأْنِسُواْ } . قال مجاهد : وهو التنحنح . { وَتُسَلّمُواْ على أَهْلِهَا ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ } ، يعني : التسليم والاستئذان خير لكم من أن تدخلوا بغير إذن وسلام ، { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أن التسليم والاستئذان خير لكم .