بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (26)

{ الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ } ؛ قال الكلبي : الخبياث من الكلام للخبيثين من الرجال ، يعني : عبد الله بن أبي ، { والخبيثون } من الرجال { للخبيثات } من الكلام على معنى التكرار والتأكيد ؛ ويقال : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، مثل عبد الله بن أبي تكون له زوجة خبيثة زانية ، وامرأة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون زانية خبيثة . ويقال : { الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ } ، يعني : لا يتكلم بكلام الخبيث إلا الخبيث ، ولا يليق إلا بالخبيث ؛ ويقال : الكلمات الخبيثات إنما تلتصق بالخبيثين من الرجال .

ثم قال : { والطيبات لِلطَّيّبِينَ } ، يعني : { الطيبات } من الكلام { للطيبين } من الرجال ، ويقال الطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، { والطيبون للطيبات } على معنى التكرار والتأكيد . ثم قال : { أُوْلَئِكَ مُبَرَّءونَ مِمَّا يَقُولُونَ } ، يعني : عائشة رضي الله عنها وصفوان مما يقولون من الفرية ، { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، يعني : رزقاً في الجنة كثيراً ؛ ويقال : { كَرِيمٌ } يعني : حسن . وذكر ابن عباس أنه دخل على عائشة رضي الله عنها في مرضها الذي ماتت فيه ، فذكرت ما كان منها من الخروج في يوم الجمل وغيره ، فقال لها ابن عباس : أبشري ، فإن الله تعالى يقول : { لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، والله تعالى ينجز وعده . فسري بذلك عنها .