ثم قال عز وجل : { وَلاَ يَأْتَلِ } ، يعني : لا يحلف وهو يفتعل من الألية وهي اليمين . قرأ أبو جعفر المدني ، وزيد بن أسلم { وَلاَ يتأل } على معنى يتفعل ، ويقال : معناه ولا يدع أن ينفق ويتصدق ، وهو يتفعل من ألوت أني أصنع كذا ؛ ويقال : ما ألوت جهدي ، أي ما تركت طاقتي ؛ وذلك أن أبا بكر كان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره ، فلما تكلم بما تكلم به ، حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق عليه ، فنزلت هذه الآية : { عَلِيمٌ وَلاَ يَأْتَلِ } .
{ أُوْلُو *** الفضل مِنكُمْ } في طاعة الله ، لأنه كان أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . { مِنكُمْ والسعة } يعني السعة في المال . وهذا من مناقب أبي بكر رضي الله عنه حيث سماه الله { أُوْلُو * الفضل } في الإسلام ؛ ويقال : { وَلاَ يَأْتَلِ } يعني : ولا يحلف { أُوْلُو *** الفضل مِنكُمْ } ، يعني : أولو الغنى والسعة في المال ، والأول أشبه لكي لا يكون حمل الكلام على التكرار . { أَن يُؤْتُواْ أولي القربى } ، يعني : لا يحلف أن لا يعطي ولا ينفق على { أُوْلِى القربى } ، يعني : على ذوي القربى وهو مسطح { والمساكين والمهاجرين فِى سَبِيلِ الله } ، وكان مسطح من فقراء المهاجرين ومن أقرباء أبي بكر .
{ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ } ، يقول : ليتركوا وليتجاوزوا . { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ } ، فقال أبو بكر : أنا أحب أن يغفر الله لي ، فقد تجاوزت عن قرابتي ، ويقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : « أَلاَ تُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكَ » قال : نعم . فقرأ عليه هذه الآية ، وأمره بأن ينفق على مسطح . وفي الآية دليل على أن من حلف على أمر ، فرأى الحنث أفضل منه ، فله أن يحنث ويكفر عن يمينه ، ويكون له ثلاثة أجور : أحدها ائتماره بأمر الله تعالى ، والثاني أجر بره وذلك صلته في قرابته ، والثالث أجر التكفير . ثم قال تعالى : { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، يعني : غفور لذنوبكم رحيم بالمؤمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.