بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ} (129)

وروي عن ابن عباس في قوله تعالى : { آية تَعْبَثُونَ } يعني : تبنون ما لا تسكنون . وقال أهل اللغة : كل لعب لا لذة فيه ، فهو عبث . واللعب ما كان فيه لذة ، فهم إذا بنوا بناء ، ولا منفعة لهم فيه ، فكأنهم يعبثون ثم قال عز وجل : { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ } يعني : القصور وقال مجاهد : المصانع قصور وحصون . وقال القتبي : المصانع البناء واحدها مصنعة ويقال : الريع الارتفاع من الأرض . ومعناه : أنكم تبنون البناء والقصور ، وتظنون أن ذلك يحصنكم مِنْ أقدار الله تعالى . ويقال : وتتخذون مصانع يعني : الحياض { لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } يعني : كأنكم تخلدون في الدنيا .