اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ} (129)

قوله{[37595]} : { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } قال مجاهد : قصوراً مُشَيَّدة{[37596]} .

وقال الكلبي : هي الحصون{[37597]} . وقال قتادة : مآخذ الماء يعني : الحياض ، واحدتها مَصْنَعة{[37598]} . «لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُون » . العامة على تخفيفه مبنياً للفاعل . وقتادة : بالتشديد مبنياً للمفعول{[37599]} ، ومنه قول امرىء القيس :

3918 - وَهَلْ يَنْعَمَنْ إِلاَّ سَعِيْدٌ مُخَلَّدٌ *** قَلِيْلُ الهُمُوْم مَا يَبيْتُ بِأَوْجَال{[37600]}

و «لَعَل » هنا على بابها . وقيل : للتعليل . ويؤيده قراءة عبد الله : «كَيْ تَخْلِدُون »{[37601]} .

وقيل : للاستفهام ، قاله زيد بن عليّ ، وبه قال الكوفيون . وقيل : معناه التشبيه ، أي : كأنكم تخلدون . ويؤيده ما في حرف أبيّ : «كَأَنَّكم تُخلدون » بضم التاء مخففاً ومشدداً{[37602]} . وقرىء : «كأَنَّكُم خَالِدُونَ »{[37603]} ولم يعلم من نص عليها أنها تكون للتشبيه . والمعنى : كأنكم تبقون فيها خالدين .


[37595]:قوله: سقط من الأصل.
[37596]:انظر البغوي 6/229.
[37597]:المرجع السابق.
[37598]:المرجع السابق.
[37599]:قال ابن خالويه: ("لعلَّكم تخلدون" قتادة، "تخلَّدون" بالتشديد أبو العالية) المختصر (107). وكذا في البحر المحيط 7/32، وقال ابن جني (ومن ذك قراءة قتادة: "لعلَّكم تخلدون") المحتسب 2/130.
[37600]:البيت من بحر الطويل، قاله امرؤ القيس، وهو في ديوانه (27)، المحتسب 2/130، الحماسة البصرية 1/126، البحر المحيط 7/33. وأتى به استئناساً لقراءة التشديد، ويعني بالمخلد المنعم المرفه الذي يلبس الخلد، وهو السِّوار أو القرط. الأوجال: جمع وجل، وهو الفزع.
[37601]:انظر البحر المحيط 7/32.
[37602]:انظر البحر المحيط 7/32.
[37603]:انظر القرطبي 13/124، البحر المحيط 7/32.