بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَّاۤ يَسۡجُدُواْۤ لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (25)

قوله عز وجل : { أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ } قرأ الكسائي { إِلا } بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، فمن قرأ بالتخفيف ، فمعناه أن الهدهد قال عند ذلك : أنْ لاَ تسجدوا لله ؟ وقال مقاتل : هذا قول سليمان قال لقومه : { أَلاَّ يَسْجُدُواْ } ويقال هذا كلام الله { أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ } وهذا من الاختصار ، فكأنه قال : ألا يا هؤلاء اسجدوا لله . ومن قرأ بالتشديد فمعناه فصدهم عن السبيل أن لا يسجدوا لله .

يعني : لأن لا يسجدوا . ويقال : معناه { وزين لهم الشيطان أعمالهم } ، لأن لا يسجدوا وإذا قرىء بالتخفيف ، فهو موضع السجدة ، وإذا قرىء بالتشديد ، فليس بموضع سجدة في الوجهين جميعاً . وهذا القول أحوط { الذى يُخْرِجُ الخبء } يعني : المخبئات { فِي السموات *** والأرض } مثل الثلج والمطر ، وفي الأرض مثل النبات والأشجار والكنوز والموتى . ويقال : الذي يظهر سر أهل السموات والأرض ، ويعلنها فذلك قوله تعالى : { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }