بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (14)

{ وَجَحَدُواْ بِهَا } يعني : بالآيات بعد المعرفة { واستيقنتها أَنفُسُهُمْ } أنها من الله تعالى ، وإنما استيقنتها قلوبهم ، لأن كل آية رأوها استغاثوا بموسى ، وسألوا بأن يكشف عنهم ، فكشفها عنهم ، فظهر لهم بذلك أنه من الله تعالى ، وفي الآية تقديم . ومعناه وجحدوا بها { ظُلْماً } يعني : شركاً { وَعُلُوّاً } يعني : تكبراً وترفعاً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى { واستيقنتها } أنفسهم يعني : وهم يعلمون أنها من الله .

ثم قال : { فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين } يعني : الذين يفسدون في الأرض بالمعاصي ، فكانت عاقبتهم الغرق .