بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (20)

ثم بيّن مصير الفاسقين فقال : { وَأَمَّا الذين فَسَقُواْ } يعني : عصوا ولم يتوبوا { فَمَأْوَاهُمُ النار } ويقال : { فسقوا } يعني : نافقوا وهو الوليد بن عتبة ومن كان مثل حاله { فَمَأْوَاهُمُ النار } يعني : مصيرهم إلى النار ومرجعهم إليها { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } يعني : من النار { أُعِيدُواْ فِيهَا } ويقال : إن جهنم إذا جاشت ، ألقتهم في أعلى الباب ، فطمعوا في الخروج منها ، فتلقاهم الخزنة بمقامع فتضربهم ، فتهوي بهم إلى قعرها { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } وقال في آية أُخرى : { فاليوم لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ سبأ : 42 ] بلفظ التأنيث . لأنه أراد به النار وهي مؤنثة . وهاهنا قال { الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } بلفظ التذكير لأنه أراد به العذاب وهو مذكر .