السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (20)

ثم ثنى بحال الكافر بقوله تعالى : { وأما الذين فسقوا } أي : خرجوا عن دائرة الإيمان الذي هو معدن التواضع وأهل للمصاحبة والملازمة { فمأواهم النار } أي : التي لا صلاحية فيها للإيواء بوجه من الوجوه ملجؤهم ومنزلهم أي : فالنار لهم مكان جنة المأوى للمؤمنين { كلما أرادوا } أي : وهم مجتمعون ، فكيف إذا أراد بعضهم { أن يخرجوا منها } بأن يخيل إليهم ما يظنون به القدرة على الخروج منها كما كانوا يخرجون نفوسهم من محيط الأدلة ومن دائرة الطاعات إلى ميدان المعاصي والزلات فيعالجون الخروج ، فإذا ظنوا أنه تيسر لهم وهم بعد في غمراتها { أعيدوا فيها } فهو عبارة عن خلودهم فيها { وقيل لهم } أي : من أي : قائل وكل بهم { ذوقوا عذاب النار } إهانة لهم وزيادة في تغيظهم وقوله تعالى { الذي كنتم به تكذبون } صفة لعذاب ، وجوز أبو البقاء أن يكون صفة للنار قال : وذكر على معنى الجحيم والحريق .