فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (20)

ثم ذكر الفريق الآخر ، فقال : { وَأَمَّا الذين فَسَقُواْ } أي خرجوا عن طاعة الله وتمرّدوا عليه وعلى رسله { فَمَأْوَاهُمُ النار } أي منزلهم الذي يصيرون إليه ويستقرون فيه هو النار { كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَا أُعِيدُواْ فِيهَا } أي إذا أرادوا الخروج منها ردّوا إليها راغمين مكرهين . وقيل : إذ دفعهم اللهب إلى أعلاها ردّوا إلى مواضعهم { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } والقائل لهم هذه المقالة هو خزنة جهنم من الملائكة ، أو القائل لهم هو الله عزّ وجلّ ، وفي هذا القول لهم حال كونهم قد صاروا في النار من الإغاظة ما لا يخفى .

/خ22