بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَلَا تَكُن فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآئِهِۦۖ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (23)

ثم قال عز وجل : { وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب } يعني : أعطينا موسى التوراة { فَلاَ تَكُن في مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } قال مقاتل : يعني : فلا تكن في شك من لقاء موسى التوراة . فإن الله عز وجل ألقى عليه الكتاب . وقال في رواية الكلبي : { فَلاَ تَكُن في مِرْيَةٍ } من لقاء موسى عليه السلام ، فلقيه ليلة أُسري به في بيت المقدس يعني : النبي صلى الله عليه وسلم لقي موسى هناك . ويقال : لقيه في السماء . وذكر الخبر المعروف أنه فرض على النبي صلى الله عليه وسلم خمسون صلاة . فقال له موسى عليه السلام : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . فلم يزل يرجع حتى حطّ الله عز وجل إلى الخمس ويقال : { فَلاَ تَكُن في مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } يعني : من لقاء الله عز وجل وهو البعث بعد الموت . ويقال : { فَلاَ تَكُن في مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ } يعني : لا تشكّن أنك تلقى موسى يوم القيامة .

ثم قال عز وجل : { وجعلناه هُدًى لّبَنِي إسرائيل } يعني : جعلنا التوراة بياناً لهم ، وهدى من الضلالة . ويقال : { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى } يعني : جعلنا موسى هادياً لبني إسرائيل يدعوهم .