بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱسۡتِكۡبَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا} (43)

قوله عز وجل : { استكبارا في الأرض } يعني : تكبراً في الأرض ، { استكبارا } مفعول المعنى زادهم الرسول تكبراً هذا كقوله { وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شفاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا } [ الإسراء : 82 ] وكأن القرآن سبب لخسرانهم فأضاف إليهم .

ثم قال : { وَمَكْرَ السيئ } يقول : قول الشرك واجتماعهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم . قرأ حمزة { وَمَكْرَ السيئ } بجزم الياء . وقرأ الباقون بالكسر لتبين الحروف ، وجزم حمزة لكثرة الحركات .

ثم قال : { وَلاَ يَحِيقُ المكر السيئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } يعني : لا يدور وينزل المكر السيئ إلا بأهله . يعني عقوبة المكر ترجع إليهم . ثم قال : { فَهَلْ يَنظُرُونَ } يعني : ما ينتظرون { إِلاَّ سُنَّةَ الأوَّلِينَ } يعني : عقوبة الأمم الخالية أن ينزل بهم مثل ما نزل بالأولين { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً } يعني : لصنعة الله تعالى . ويقال : لملة الله . ويقال : لسنة الله في العذاب { تَبْدِيلاً } يعني : لا يقدر أحد أن يبدله { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلاً } يعني : تغييراً . يعني : لا يقدر أحد أن يغير فعل الله تعالى .