بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ بَلۡ إِن يَعِدُ ٱلظَّـٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا} (40)

ثم قال : { قُلْ أَرَأيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ } يعني : أعطيناهم كتاباً . اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به النفي . يعني : كما ليس لهم كتاب فيه حجة على كفرهم { فَهُمْ على بَيّنَةٍ مّنْهُ } يعني : ليسوا على بيان مما يقولون . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، وعاصم ، في رواية حفص { على بَيّنَةٍ } بغير ألف . وقرأ الباقون : { بينات } بلفظ الجماعة ، ومعناهما واحد ، لأن الواحد ينبىء عن الجماعة .

ثم قال : { بَلْ إِن يَعِدُ الظالمون بَعْضُهُم بَعْضاً } يعني : ما يعد الظالمون بعضهم بعضاً . يعني : الشياطين للكافرين من الشفاعة لمعبودهم { إِلاَّ غُرُوراً } يعني : باطلاً .