بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا} (42)

وقوله عز وجل { وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم } يعني : كفار مكة كانوا يعيرون اليهود والنصارى بتكذيبهم أنبياءهم ، وقالوا : لو أرسل الله عز وجل إلينا رسولاً ، لكنا أهدى من إحدى الأمم ، وكانوا يحلفون على ذلك فذلك قوله : { وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم } فكل من حلف بالله ، فهو جهد اليمين { لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ } يعني : رسول { لَّيَكُونُنَّ أهدى مِنْ إِحْدَى الأمم } يعني : أصوب ديناً من اليهود والنصارى { فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ } وهو محمد صلى الله عليه وسلم { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } يعني : ما زادهم الرسول إلا تباعداً عن الهدى .