بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (44)

وقال الكلبي { ضِغْثاً } أي : مجتمعاً . وقال مقاتل : الضغث القبضة الواحدة ، فأخذ عيداناً رطبة من الآس ، فيه مائة عود . وقال القتبي : الضغث الحزمة من العيدان ، والكلأ { فاضرب بّهِ } يعني : اضرب به امرأتك { وَلاَ تَحْنَثْ } في يمينك . وقال الزجاج : قالت امرأته : لو ذبحت عناقاً باسم الشيطان ؟ فقال : لا ، وَلاَ كَفّاً مِن تُرَاب . وحلف أنه يضربها مائة سوط ، وأمر بأن يبرّ في يمينه { إِنَّا وجدناه صَابِراً } على البلاء الذي ابتليناه { نِعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ } يعني : مقبل على طاعة ربه . وقال وهب بن منبه : أصاب أيوب البلاء سبع سنين ، ومكث يوسف في السجن سبع سنين ، ويقال : { إِنَّهُ أَوَّابٌ } لما هلك ماله . قال : كان ذلك من عطاء الله ، ولما هلك أولاده قال : { الذين إِذَآ أصابتهم مُّصِيبَةٌ قالوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون } [ البقرة : 156 ] ولما ابتلي بالنفس قال : إني له . ويقال : واذكر أنت يا محمد صبر عبدنا أيوب ، إذ ضاق صدرك من أذى الكفار ، وأمر أمتك ليذكروا صبره ، ويعتبروا ، ويصبروا .