بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ جَآءَكُمۡ يُوسُفُ مِن قَبۡلُ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلۡتُمۡ فِي شَكّٖ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلۡتُمۡ لَن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦ رَسُولٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ مُّرۡتَابٌ} (34)

{ وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات } هذا قول حزبيل أيضاً لقوم فرعون قال : { وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ } ويقال : يعني : به أهل مصر ، وهم الذين قبل فرعون ، لأن القرون الذين كانوا في زمن فرعون ، لم يروا يوسف ، وهذا كما قال تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ الحق مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَآءَ الله مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ البقرة : 91 ] وإنما أراد به آباءهم { بالبينات } أي : بتعبير الرؤيا . وروي عن وهب بن منبه : قال فرعون : موسى هو الذي كان في زمن يوسف ، وعاش إلى وقت موسى . وهذا خلاف قول جميع المفسرين . { فَمَا زِلْتُمْ في شَكّ مّمَّا جَاءكُمْ بِهِ } من تصديق الرؤيا ، وبما أخبركم ، { حتى إِذَا هَلَكَ } يعني : مات ، { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } .

يقول الله تعالى : { كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ } يعني : من هو مشرك ، شاك في توحيد الله .