بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (37)

قوله تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ } قال الكلبي : فمن أكفر . وقال بعضهم : هذا التفسير خطأ لأنه لا يصح أن يقال هذا أكفر من هذا . ولكن معناه : ومن أشد في كفره . ويقال : فلا أحد أظلم . ويقال : أي ظلم أشنع وأقبح { مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً } يعني : من اختلق على الله كذباً أي : شركاً { أو كذب بآياته } جحد بالقرآن { أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مّنَ الكتاب } أي : حظهم من العذاب . ويقال { نَصِيبَهُمْ من الكتاب } حظهم مما أوعدهم اللَّه في الكتاب الإهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة . وقال ابن عباس : هو ما ذكر في موضع آخر { وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } . ويقال : { نَصِيبَهُمْ من الكتاب } أي ما قضي وقدر عليهم في اللوح المحفوظ من السعادة والشقاوة . ويقال : { نَصِيبَهُمْ } رزقهم وأجلهم في الدنيا { حتى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } يعني : أمهلهم حتى يأتيهم ملك الموت وأعوانه عند قبض أرواحهم . ويقال : يقول لهم خزنة جهنم قبل دخولها { قَالُوا أَيْنَمَا كُنتُمْ تَدْعُونَ من دون الله } يعني : أن الملائكة يقولون ذلك عند قبض أرواحهم { مِن دُونِ الله } يمنعونكم من النار { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أي اشتغلوا عنا بأنفسهم { وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كافرين } في الدنيا ، وذلك حين شهدت عليهم جوارحهم .