بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (32)

قوله تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } وهو أنه لما نزل قوله : { خُذُواْ زِينَتَكُمْ } لبسوا الثياب وطافوا بالبيت مع الثياب فعيرهم المشركون ، فنزل { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله } يعني : لبس الثياب { التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } أي خلقها لهم لعباده أي أوجد . وقيل : أظهر وقيل على حقيقته كان في السماء أو في الأرض فأخرجه . { والطيبات مِنَ الرزق } يعني : الحلال وهو اللحم والشحم والدسم { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ } قال مقاتل : في الآية تقديم . ومعناه : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق في الحياة الدنيا { قُل هي لّلَّذِينَ آمَنُواْ في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة } قرأ نافع : { خَالِصَةٌ } بضم التاء وقرأ الباقون بالنصب خَالِصَةً فمن قرأ بالضم فهو خبر بعد خبر يعني : هي ثابتة لهم { خالصة } أي ثابتة . معناه : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يشترك فيها المؤمن والكافر وهي خالصة للمؤمنين يوم القيامة وقال القتبي : هذا من الاختصار ومعناه : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة ، وفي الآخرة خالصة ثم قال : { كذلك نُفَصّلُ الآيات } يعني : العلامات ويقال : نبيّن الآيات من أمره ونهيه وما يكون في الدنيا والآخرة { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي يفهمون أمر الله تعالى .