بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ} (60)

قوله تعالى :

{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مّن قُوَّةٍ } ، يعني السلاح . وروى عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مّن قُوَّةٍ } قال : « أَلاَ إنَّ القُوَّة الرَّمْيُ ، أَلا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ » ثلاثاً . وفي خبر آخر وزيادة : « لَهْوَ المُؤْمِنِ فِي الخَلاءِ وَقُوَّتُهُ عِنْدَ القِتَالِ » . وروي عن عكرمة قال : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مّن قُوَّةٍ } قال الحصون . { وَمِن رّبَاطِ الخيل } ، قال الإناث من الخيل .

ثم قال : { تُرْهِبُونَ بِهِ } ، أي تخوفون بالسلاح { عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ } ، يعني تخوفون بالسلاح كفار العرب ، { وآخرين من دونهم } ، يعني بني قريظة . ثم قال : { لاَ تَعْلَمُونَهُمُ } ، يعني لا تعرفونهم . { الله يَعْلَمُهُمْ } ، يعرفهم ويعرفكم ، فأعدوا لهم أيضاً . وقال مقاتل : { وَآخرين من دونهم } أي من دون كفار العرب ، يعني اليهود . وقال السدي : { وآخرين من دونهم } أهل فارس .

ثم قال { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْء فِى سَبِيلِ الله } ، يعني السلاح والخيل . { يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } ثوابه . { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } ، أي لا تنقصون من ثواب أعمالكم شيئاً . ويقال : إن الجن لا تدخل بيتاً فيه قوس وسهام .