قوله تعالى : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً } ، يعني وإن علمت من قوم نقض العهد ؛ والخيانة أن يؤتمن الرجل على شيء ، فلا يؤدي الأمانة . وسمي ناقض العهد خائناً ، لأنه اؤتمن بالعهد فغدر ونكث . { فانبذ إِلَيْهِمْ على سَوَاء } ، أي فأعلمهم بأنك قد نقضت العهد وأعلمهم بالحرب ، لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء . وقال القتبي : إذا أردت أن تعرف فضل العربية على غيرها ، فانظر في الآية . وقد ترجموا سائر الكتب ؛ ومن أراد أن يترجم القرآن إلى لغة أُخرى ، فلا يمكنه ذلك ، لأنك لو أردت أن تنقل قوله : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً } لم تستطع بهذا اللفظ ، ما لم تبسط مجموعها وتظهر مستورها فتقول : إن كان بينك وبين قوم هدنة وعهد ، فخفت منهم خيانة ونقضاً ، فأعلمهم أنك قد نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب ، لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء . ثم قال : { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين } ، يعني الناقضين للعهد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.