{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ( 23 ) } .
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } أي لهم جنات عدن ، والعدن أصله الإقامة ثم صار علما لجنة من الجنان واسم المكان معدن مثال مجلس لأن أهله يقيمون عليه الصيف والشتاء أو لأن الجوهر الذي خلقه الله فيه عدن به ، قال القشيري : وجنات عدن وسط الجنة وقصبتها وسقفها عرش الرحمن ولكن في صحيح البخاري وغيره إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة{[999]} .
وعن ابن مسعود قال لكعب : جنات عدن بطنان الجنة أي وسطها ، وعن الحسن أن عمر قال لكعب : ما عدن قال هو قصر في الجنة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل .
وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان{[1000]} .
{ وَمَنْ صَلَحَ } أي من آمن في الدنيا ، قاله مجاهد { مِنْ آبَائِهِمْ } أي أصولهم وهي تشمل الآباء والأمهات ومن لبيان الجنس { وَأَزْوَاجِهِمْ } اللاتي متن في عصمتهم { وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي ويدخلها هؤلاء الفرق الثلاث وإن لم تعمل بأعمالهم تكرمة لهم قاله ابن عباس ورجحه الواحدي .
قال الرازي : وليس فيه ما يدل على التمييز بين زوجة وزوجة ولعل الأولى من مات عنها أو ماتت عنه ، وذكر الصلاح دليل على أنه لا يدخل الجنة إلا من كان كذلك من قرابات أولئك ، ولا ينفع مجرد كونه من الآباء أو الأزواج أو الذرية بدون صلاح .
{ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم } في قدر كل يوم وليلة ثلاث مرات للتهنئة ، وقيل بل هو في أول دخولهم . قاله السيوطي في الجمل والتقييد بهذا لم نره لغيره من المفسرين . بل في كلام غيره ما يدل على عدمه { مِّن كُلِّ بَابٍ } أي من جميع أبواب القصور والمنازل التي يسكنونها أو من كل باب من أبواب الجنة أو من كل باب من أبواب التحف والهدايا من الله سبحانه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.