فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ} (27)

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ( 27 ) }

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أي المشركون من أهل مكة { لَوْلاَ } هلا { أُنزِلَ عَلَيْهِ } أي على محمد { آيَةٌ } أي معجزة ، مثل معجزة موسى وعيسى عليهما السلام { مِّن رَّبِّهِ } كالعصا واليد والناقة ، وقد تقدم تفسير هذا قريبا وتكرر في مواضع .

{ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء } أمره الله سبحانه أن يجيب عليهم بهذا وهو أن الضلال بمشيئة الله سبحانه من شاء أن يضله كما ضل هؤلاء القائلون { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } ولا ينفعه نزول الآيات وكثرة المعجزات إن لم يهده الله عز وجل وإن أنزلت كل آية فإن ذلك في أقصى مراتب المكابرة والعناد وشدة الشكيمة والغلو في الفساد فلا سبيل له إلى الاهتداء .

{ وَيَهْدِي إِلَيْهِ } أي إلى الحق أو إلى الإسلام أو إلى جنابه عز وجل { مَنْ أَنَابَ } أي رجع إلى الله بالتوبة والإقلاع عما كان عليه ، وأصل الإنابة الدخول في نوبة الخير . كذا قال النيسابوري .