فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ} (21)

{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ( 21 ) }

{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } ظاهره شمول كل ما أمر الله بصلته ونهى عن قطعة من حقوق الله وحقوق عباده ، ومنه الإيمان بجميع الكتب والرسل ولا يفرق بين أحد منهم ، ويدخل تحت ذلك صلة الأرحام دخولا أوليا ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصل قرابة المؤمنين الثابتة بسبب

{ إنما المؤمنون إخوة } بالإحسان إليهم على حسب الطاقة ونصرتهم والذب عنهم والشفقة عليهم وإفشاء السلام وعيادة المرضى .

ومنه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر إلى غير ذلك وقد قصره كثير من المفسرين على صلة الرحم ، واللفظ أوسع من ذلك .

أخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين يصلون ما أمر الله – إلى – ويخافون سوء الحساب ، وقد ورد في صلة الرحم وتحريم قطعها أحاديث كثيرة .

{ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } خشية تحملهم على فعل ما وجب واجتناب ما لا يحل والخشية خوف يشوبه تعظيم وإجلال ، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه { وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } وهو الإستقصاء فيه والمناقشة للعبد ، فمن نوقش الحساب عذب ومن حق هذه الخفية أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا .