هي مكية وآياتها ثمان أو تسع وتسعون آية
قال ابن عباس : أنزلت بمكة . وعن الزبير وعائشة مثله ، وفي البيضاوي ، إلا آية السجدة ، وفي الجلالين : إلا سجدتها فمدنية ، أو وإلا { فخلف من بعدهم خلف } الآيتان وأخرج أحمد والبيهقي وابن أبي حاتم عن أم سلمة أن النجاشي قال لجعفر ابن أبي طالب :هل معك مما جاء به_يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم_ عن الله شيء ؟ قال : نعم ؛ فقرأ صدرا من ( كهيعص ) فبكى النجاشي{[1]} حتى أخضلت لحيته وبكت أساقفته ، حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم ، ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة وقد ذكر ابن إسحاق القصة بطولها .
وقد تقدم في الجزء الأول من هذا التفسير أن أسماء السور وترتيبها ، وترتيب الآيات توقيفي ، ولم تذكر امرأة باسمها صريحا في القرآن إلا مريم فذكرت فيه في ثلاثين موضعا .
{ كهيعص ( 1 ) ذكر رحمة ربك عبده زكريا ( 2 ) إذ نادى ربه نداء خفيا ( 3 ) قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ( 4 ) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ( 5 ) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا ( 6 ) يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ( 7 ) } .
{ كهيعص } قال ابن عباس : كبير هاد أمين عزيز صادق . وعن ابن مسعود وناس من الصحابة :هو الهجاء المقطع الكاف من الملك والهاء من الله والياء والعين من العزيز والصاد من المصور .
وعن أم هانئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كاف هاد عالم صادق ، وعن علي كان يقول يا كهيعص اغفر لي ، وعن السدي قال : كان ابن عباس يقول : في كهيعص ، وحم ، ويس ، وأشباه هذا هو باسم الله الأعظم وعن ابن عباس : هو قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن ، وقيل هو اسم السورة . وعن الكلبي : هو ثناء أثنى الله به على نفسه .
وكما وقع الخلاف في هذا وأمثاله بين الصحابة ، وقع بين من بعدهم ، ولم يصح مرفوعا في ذلك شيء . ومن روي عنه من الصحابة في ذلك شيء فقد روي عن غيره ما يخالفه ، وقد يروى عن الصحابي نفسه التفاسير المتخالفة المتناقضة في هذه الفواتح ، فلا يقوم شيء من ذلك حجة ، بل الحق الوقف ، ورد لعلم في مثلها إلى الله سبحانه ، ولذا قال في الجلالين : الله أعلم بمراده بذلك . وفي الخطيب أنه من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه . وقد قدمنا تحقيق هذا في فاتحة سورة البقرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.