فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَا مَعَهُۥٓ أَخَاهُ هَٰرُونَ وَزِيرٗا} (35)

{ وَلَقَدْ } أي والله لقد { آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } أي التوراة كما آتيناك القرآن ذكر سبحانه طرفا من قصص الأولين تسلية له صلى الله عليه وسلم بأن تكذيب قوم أنبياء الله لهم عادة للمشركين بالله ، وليس ذلك بخاص بمحمد صلى الله عليه وسلم { وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا } أي عونا وعضدا في الدعوة ، وإعلاء الكلمة قاله قتادة ، وقال الزجاج : الوزير في اللغة الذي يرجع إليه ، ويعمل برأيه ، والوزر ما يعتصم به ، ومنه : كلا ولا وزر ، وقد تقدم تفسير الوزير في طه ، والوزارة لا تنافي النبوة ، فقد كان يبعث في الزمن الواحد أنبياء ، ويؤمرون بأن يوازر بعضهم بعضا ، وقد كان هرون في أول الأمر وزيرا لموسى عليهما السلام ، أو لاشتراكهما في النوبة لأن المتشاركين في الأمر متوازران عليه .