فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ يُحۡشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ سَبِيلٗا} (34)

ثم أوعد هؤلاء الجهلة وذمهم فقال { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ } كائنين { عَلَى وُجُوهِهِمْ } ومعنى الحشر على الوجوه أنهم يسحبون عليها ويطؤون الأرض على رؤوسهم ، مع ارتفاع أقدامهم ، بقدرة الله ، ويساقون ويجرون عليها .

{ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا } أي منزلا ، ومصيرا ، ومسكنا وهو جهنم { وَأَضَلُّ سَبِيلا } وأخطأ طريقا من غيرهم ، وهو كفرهم ، وذلك لأنهم قد صلوا في النار ، وهو من الإسناد المجازي ، وقد تقدم تفسير مثل هذه الآية في سورة سبحان ، وقد قيل ، إن هذا متصل بقوله . " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " .