ثم بين لهم سبحانه أنه لا تمسك لهم فيما ذهبوا إليه سوى التقليد ، وإتباع الهوى ، فقال معجبا لرسوله :
{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه } قدم المفعول الثاني للعناية به كما تقول علمت منطلقا زيدا قاله الزمخشري ، أي أطاع هواه طاعة . كطاعة الإله ، أي أنظر إليه يا محمد ، وتعجب منه والوجه الآخر أنه لا تقديم ، ولا تأخير ، لاستوائهما في التعريف ، قاله السمين فادعاء القلب ليس بجيد ، لأنه من ضرورات الشعر وقال أبو السعود بالوجه الأول ، ثم قال : ومن توهم أنهما على الترتيب بناء على تساويها في التعريف ، فقد غاب عنه أن المفعول الثاني في هذا الباب هو المتلبس بالحالة الحادثة ، أي أرأيت من جعل هواه إلها لنفسه ، من غير أن يلاحظه ، وبني عليه أمر دينه ، معرضا عن استماع الحجة الباهرة ، والبرهان النير بالكلية عن ابن عباس قال : كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زمانا من الدهر في الجاهلية ، فإذا وجد حجرا أحسن منه ، رمى به ، وعبد الآخر ، فأنزل الله الآية ، وعنه قال : ذلك الكافر لا يهوى شيئا إلا اتبعه ، وعن الحسن مثله .
{ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا ؟ } أي حفيظا ، وكفيلا ، حتى ترده إلى الإيمان وتخرجه من الكفر وتحفظه من إتباع الهوى ، وعادة ما يهواه من دون الله ، والاستفهام للإنكار والاستعباد ، فالمعنى لست تقدر على ذلك ، ولا تطيقه ، فليست الهداية والضلالة موكولتين إلى مشيئتك ، وإنما علي البلاغ ، وقد قيل إن هذا الآية منسوخة بآية القتال . قاله الكلبي ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.