ولما تكلم في التوحيد ، ونفي الأنداد{[10]} وإثبات النبوة وأحوال القيامة شرع في ذكر القصص على الطريقة المعلومة{[11]} .قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكتاب } الآية . لما{[36104]} قال : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ المجرمين } [ الفرقان : 31 ] وذكر ذلك في معرض التسلية له ، ذكر جماعة من الأنبياء ، وعرفه تكذيب أممهم ، والمعنى{[36105]} : لست يا محمد بأول من أرسلنا فكذب ( وآتيناه الآيات فرُدّ }{[36106]} : فقد آتينا موسى الكتاب ، وقوينا عضده بأخيه هارون ( ومع ذلك فقد رُدّ ){[36107]} {[36108]} . فإن قيل : كون{[36109]} هارون وزيراً كالمنافي لكونه شريكاً ، بل يجب أن يقال : إنه لما صار ( شريكاً ){[36110]} خرج عن كونه وزيراً . فالجواب : لا منافاة بين الصنفين ، لأنه لا يمنع أن يشركه في النبوة ويكون وزيراً ، وظهيراً{[36111]} ، ومعيناً له{[36112]} . ولا{[36104]} وجه لقول من قال في قوله : «فَقُلْنَا اذْهَبا » إنه خطاب لموسى عليه السلام{[36105]} وحده بل يجري مجرى قوله : { اذهبا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى }{[36106]} [ طه : 43 ] .
قوله{[36107]} : «هَارونَ » بدل{[36108]} ، أو بيان{[36109]} ، أو منصوب على القطع و «وَزِيراً » مفعول ثان{[36110]} ، وقيل : حال ، والمفعول الثاني قوله «معه »{[36111]} . قال الزجاج : الوزير في اللغة الذي يرجع إليه ويعمل{[36112]} برأيه ، والوزر{[10]} ما يعتصم به ، ومنه : { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } [ القيامة : 11 ] أي : لا منجى ولا ملجأ{[11]} . قال القاضي : ولذلك لا يوصف{[12]} تعالى بأن له{[13]} وزيراً{[14]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.