فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَوۡمَ نُوحٖ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغۡرَقۡنَٰهُمۡ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ لِلنَّاسِ ءَايَةٗۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (37)

{ و } اذكر { قَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ } أي كذبوا نوحا وإنما جمع لطول لبثه فيهم ، فكأنه رسل في المعنى ، أو كذبوه . وكذبوا من قبله من رسل الله ، لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد : قال الزجاج : من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء .

{ أَغْرَقْنَاهُمْ } بالطوفان ، كما تقدم في هود { وَجَعَلْنَاهُمْ } أي جعلنا إغراقهم ، أو قصتهم { لِلنَّاسِ } كلهم بعدهم { آيَةً } أي عبرة يتعظ بها كل مشاهد لها ، وسامع لخبرها { وَأَعْتَدْنَا } في الآخرة { لِلظَّالِمِينَ } الكافرين أي قوم نوح خاصة ، فيكون وضعا للظاهر موضع الضمير تسجيلا عليهم بوصف الظلم : ويجوز أن يكون المراد كل من سلك مسلكهم في التكذيب { عَذَابًا أَلِيمًا } هو عذاب الآخرة ، سوى ما حل بهم من عاجل العذاب في الدنيا .