فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۖ إِنَّكَ عَلَى ٱلۡحَقِّ ٱلۡمُبِينِ} (79)

ثم أمره سبحانه بالتوكل وقلة المبالاة فقال :

{ فتوكل على الله } الفاء لترتيب الأمر على ما تقدم ذكره ، لأن هذه الأوصاف توجب على كل أحد أن يفوض جميع أموره إليه ، والمعنى فوض إليه أمرك ، واعتمد عليه فإنه ناصرك ، ثم علّل ذلك بعلتين الأولى قوله :

{ إنك على الحق المبين } أي : الظاهر ، وقيل : المظهر ، وهو الدين الواضح الذي لا يتعلق به شك ، وفيه بيان أن صاحب الحق حقيق بالوثوق بالله ، وبنصرته وتأييده وحفظه له .