والعلة الثانية قوله :{ إنك لا تسمع الموتى } أي : موتى القلوب وهم الكفار ، وفيه قطع طعمه عن متابعتهم ، معاضدتهم رأسا .
{ ولا تسمع الصم الدعاء } لأنه إذا علم أن حالهم كحال الموتى في انتفاء الجدوى بالسماع ، أو كحال الصم الذين لا يسمعون ، ولا يفهمون ولا يهتدون ، صار ذلك سببا قويا في عدم الاعتداء بهم ، شبه الكفار بالموتى الذين لا حس لهم ولا عقل ، وبالصم الذين لا يسمعون المواعظ ولا يجيبون الدعاء إلى الله ، وقرأ تسمع بضم الفوقية وكسر الميم من أسمع ؛ وقرأ بالتحتية مفتوحة وفتح الميم وفاعله الصم ؛ ثم ذكر سبحانه جملة لتكميل التشبيه وتأكيده فقال :
{ إذا ولوا مدبرين } أي أعرضوا عن الحق إعراضا تاما فإن الأصم لا يسمع الدعاء إذا كان مقبلا فكيف إذا كان مدبرا ؛ معرضا عنه موليا ؛ قال قتادة الأصم : إذا ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع ، كذلك الكافر لا يسمع ما يدعي إليه من الإيمان . وظاهر نفي سماع الموتى العموم ، فلا يخص منه إلا ما ورد بدليل ، كما ثبت في الصحيح " أنه صلى الله عليه وسلم خاطب القتلى في قليب بدر فقيل له : يا رسول الله إنما تكلم أجسادا لا أرواح لها " وكذلك ما ورد من أن الميت يسمع خفق نعال المشيعين له إذا انصرفوا ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.