ثم بعد أن خوفهم بأهوال القيامة ذكر سبحانه ما يصلح أن يكون دليلا على التوحيد ، وعلى الحشر ، وعلى النبوة مبالغة في الإرشاد ، وإبلاء للمعذرة فقال :
{ ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ؟ } أي ألم يعلموا أنا خلقنا الليل للسكون والاستقرار ، والنوم فيه ، وذلك بسبب ما فيه من الظلمة فإنهم لا يسعون فيه للمعاش .
{ و } خلقنا { النهار مبصرا } ليبصروا فيه ما يسعون له من المعاش الذي لا بد لهم منه ، ووصف النهار بالإبصار وهو وصف للناس ، مبالغة في إضاءته ، كأنه يبصر ما فيه ، ففي الكلام إسناد عقلي ، من الإسناد إلى الزمان قيل : في الكلام حذف ، والتقدير وجعلنا الليل مظلما ليسكنوا أو حذف مظلما لدلالة مبصرا عليه ، وقد تقدم تحقيقه في الإسراء ، وفي يونس .
{ إن في ذلك } المذكور { لآيات } أي لعلامات ودلالات { لقوم يؤمنون } بالله سبحانه وفي الآية دليل على صحة البعث بعد الموت لأن القادر على تقليب الضياء ظلمة والظلمة ضياء ، قادر على الإعادة بعد الموت ، كيف ومن تأمل في تعاقب الليل والنهار ، واختلافهما ، وعلى وجوه مبنية على حكم تحار في فهمها العقول ، ولا يحيط بها إلا الله ، وشاهد في الآفاق تبدل ظلمة الليل المحاكية للموت بضياء النهار المضاهي للحياة ، وعاين في نفسه تبدل النوم الذي هو أخو الموت بالتيقظ الذي هو مثل الحياة قضى بأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وجزم بأن الله قد جعل هذا أنموذجا ودليلا يستدل به على سائر الآيات حق نازل من عند الله ، قاله أبو السعود ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.