فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (63)

{ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيى به الأرض من بعد موتها } أي جدبها ، وقحط أهلها { ليقولن : الله } أي يعترفون بذلك لا يجدون إلى إنكاره سبيلا فكيف يشركون به بعد هذا الإقرار ؟ ثم لما اعرفوا هذا الاعتراف في هذه الآيات ؛ هو يقتضي بطلان ما هم عليه من الشرك وعدم إفراد الله سبحانه بالعبادة أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحمد الله على إقرارهم بذلك وعدم جحودهم ، مع تصلبهم في العناد ، وتشددهم في رد كل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوحيد ، فقال :

{ قل : الحمد لله } أي : أحمد الله على أن جعل الحق معك ، وأظهر حجتك عليهم ، وقيل : على إنزال الماء ، وإحياء الأرض بالنبات ، والأول أولى ، ثم ذمهم فقال : { بل أكثرهم لا يعقلون } الأشياء التي يتعقلها العقلاء فلذلك لا يعلمون بمقتضى ما اعترفوا به مما يستلزم بطلان ما هم عليه عند كل عاقل ، ثم أشار سبحانه إلى تحقير الدنيا وتصغيرها ، وأنها من جنس اللعب واللهو ، وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة ، وأن الدار على الحقيقة هي الدار الآخرة فقال :