اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (63)

ولما قال : «يبسط الرزق » ذكر اعترافهم بذلك فقال : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأرض مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ الله } يعني سبب الرزق ، وموجد السبب موجد المسبب فالرزق من الله .

قوله : { قُلِ الحمد لِلَّهِ } على ما أقروا به ، ولزوم الحجة عليهم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ( ينكرون التوحيد{[41710]} مع إقرارهم بأنه خالق لهذه الأشياء فقل الحمد لله على ظهور تناقضهم وأكثرهم لا يعقلون ) هذا التناقض ، وقيل : هذا كلام معترض في أثناء كلام ، فإنه قال : { فأحيا به الأرض من بعد موتها } { بَلْ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }{[41711]} فذكر في أثناء هذا الكلام الحمد لذكر النعمة كقوله :

4031 - إنَّ الثَّمَانِينَ - وَبُلِّغْتَهَا - *** قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلَى تَرْجُمَان{[41712]}


[41710]:ما بين القوسين كله ساقط من "ب".
[41711]:الأصح: يعقلون كما في الآية.
[41712]:هذا بيت من السريع لعوف بن محلم، وجيء به استشهاداً على الاعتراض فإن جملة "وبلغتها" قد اعترض بين اسم إن "الثمانين" وخبرها "قد أحوجت سمعي" وانظر: الأمالي للقالي 1/50 وأمالي الشجري 2/215، والمغني 388 و 396 وشرح شواهده للسيوطي 821، وشذور الذهب 64، والهمع 1/48 والدرر اللوامع 1/207، ومعاهد التنصيص 1/124، والفخري الرازي 25/90.