فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَوۡلَآ أَجَلٞ مُّسَمّٗى لَّجَآءَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ وَلَيَأۡتِيَنَّهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (53)

{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 53 ) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ( 54 ) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 55 ) }

{ ويستعجلونك بالعذاب } استهزاء وتكذيبا منهم ذلك ، كقولهم أمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم { ولولا أجل مسمى } قد جعله الله لعذابهم ، وعينه ، وهو القيامة ، وقال الضحاك : الأجل مدة أعمارهم لأنهم إذا ماتوا صاروا إلى العذاب ؛ وقيل : المراد بالأجل المسمى النفخة الأولى ، وقيل : الوقت الذي قدره الله لعذابهم في الدنيا بالقتل أو الأسر يوم بدر ، والحاصل أن لكل عذاب أجلا لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ، كما في قوله سبحانه { لكل نبأ مستقر }

{ لجاءهم العذاب } أي لولا ذلك الأجل المضروب لجاءهم العذاب الذي يستحقونه بذنوبهم عاجلا { وليأتينهم بغتة } أي فجأة كوقعة بدر فإنها أتتهم بغتة والجملة مستأنفة مبينة لمجيء العذاب المذكور قبلها { وهم لا يشعرون } أي حال كونهم لا يعلمون بإتيانه على ما تشهد لهم كتب السير ، ثم ذكر سبحانه أن موعد عذابهم النار فقال :