فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَٰيَٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنۡ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَيۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (12)

{ وقال الذين كفروا } من أهل مكة كأبي سفيان وأتباعه { للذين آمنوا } اللام لام التبليغ أي قالوا مخاطبين لهم سبق بيانه في غير موضع ، أي قالوا لهم :

{ اتبعوا سبيلنا } أي اسلكوا طريقتنا ، أو ادخلوا في ديننا { ولنحمل خطاياكم } أي إن كان إتباع سبيلنا خطيئة تؤاخذون بها عند البعث والنشور كما تقولون فلنحمل ذلك عنكم فنؤاخذ بها دونكم ، قال مقاتل : يعني قولهم نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله واللام في لنحمل لام الأمر كأنهم أمروا أنفسهم بذلك . وقال الزمخشري : الأمر بمعنى الخبر وقرئ بكسر اللام وهو لغة الحجاز ، ثم رد عليهم بقوله :

{ وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } ( من ) الأولى بيانية ، والثانية مزيدة للاستغراق ، أي وما هم بحاملين من خطيئاتهم التي التزموا بها وضمنوا لهم حملها ، ثم وصفهم الله سبحانه بالكذب في هذا التحمل فقال :

{ إنهم لكاذبون } فيما ضمنوا به من حمل خطاياهم ، قال المهدوي هذا التكذيب لهم من الله عز وجل حمل على المعنى ، لأن المعنى إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم ، فلما كان الأمر يرجع في المعنى إلى الخبر أوقع عليه التكذيب كما يوقع على الخبر .