فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ} (25)

ثم سلى سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم وعزاه فقال : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }

من الأمم الماضية أنبياءهم { جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ } أي بالمعجزات الواضحة والدلالات الظاهرة { وَبِالزُّبُرِ } أي الكتب المكتوبة كصحف إبراهيم وهي ثلاثون ، وكصحف موسى قبل التوراة وهي عشرة . وكصحف شيت وهي ستون فجملة الصحف مائة تضم لها الكتب الأربعة فجملة الكتب المنزلة على الأنبياء مائة وأربعة قاله الحنفاوي .

{ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ } كالتوراة والإنجيل ، قيل : الكتاب المنير داخل تحت الزبر ، وتحت البينات ، والعطف لتغاير المفهومات إن كانت متحدة في الصدق ، والأولى تخصيص البينات بالمعجزات والزبر بالكتب التي فيها مواعظ ، والكتاب بما فيه شرائع وأحكام ، وجواب الشرط محذوف ، أي فاصبر كما صبروا ، وأن المذكور دليل له .