فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ} (22)

{ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ } فشبه المؤمنين بالأحياء وشبه الكافرين بالأموات وهو أبلغ من الأول لكمال التنافي بين الحي والميت ، ولذلك أعيد الفعل ، وأما التنافي بين الأعمى والبصير فليس تاما لإمكان اشتراكهما في كثير من الإدراكات .

وقال ابن قتيبة : الأحياء العقلاء والأموات الجهال . قال قتادة هذه كلها أمثال أي : كما لا تستوي هذه الأشياء كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن ، وقد زيدت ( لا ) في المواضع الثلاثة خمس مرات اثنتين في الأولى واثنتين في الثانية وواحدة في الثالثة . والكل لتأكيد نفي الاستواء فالزيادة شاملة لأصل زيادتهما كالأولى من الجملة الأولى ولتكريرها كالثانية منها .

{ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء } أن يسمعه من أوليائه الذين خلقهم لجنته ، ووفقهم لطاعته ، وهذا شروع في تسلية النبي صلى الله عليه وسلم . تنتهي بقوله : فكيف كان نكير . والمراد من قوله : يسمع بها ويوصل من شاء وصوله وهدايته فيحييه بالإيمان .

{ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } يعني الكفار الذين أمات الكفر قلوبهم ، أي كما لا يسمع من مات كذلك لا يسمع من مات قلبه . قرئ : بتنوين مسمع وقطعه عن الإضافة وبإضافته .