فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةٗ مِّن يَقۡطِينٖ} (146)

{ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً } : فوقه تظلل عليه ، وقيل : معنى عليه عنده ، وقيل : معنى عليه له أي مظلة له ، { مِّن يَقْطِينٍ } هو شجرة الدباء ، وقال المبرد : اليقطين يقال لكل شجرة ليس لها ساق ، بل يمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق تقلها فيقال لها شجرة فقط ، وهذا قول الحسن ومقاتل وغيرهما ، وقال سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه قال الجوهري : اليقطين ما لا ساق له من الشجر كشجر القرع ونحوه . قال الزجاج : اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان أي أقام به ؛ فهو يفعيل . وقيل : هو اسم أعجمي .

قال المفسرون : كان يستظل بظلها من الشمس وقيض الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشية فكان يشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره ثم أرسله الله بعد ذلك ، قال ابن عباس : يقطين القرع . وعليه الجمهور وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده . وأنه أسرع الأشجار نباتا وامتدادا وارتفاعا .

قال ابن جزي : وخص الله القرع لأنه يجمع برد الظل ، ولين الملمس ، وكبر الورق ، وأن الذباب لا يقربه فإن جسد يونس حين ألقي لم يكن يتحمل الذباب ، وقيل : اليقطين شجرة التين ، وقيل : الموز ، وقال سعيد بن جبير : اليقطين كل شيء يذهب على وجه الأرض .