فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَبِكُفۡرِهِمۡ وَقَوۡلِهِمۡ عَلَىٰ مَرۡيَمَ بُهۡتَٰنًا عَظِيمٗا} (156)

{ وبكفرهم } هذا التكرير لإفادة أنهم كفروا كفرا بعد كفر ، وقيل : إن المراد بهذا الكفر كفرهم بالمسيح فحذف لدلالة ما بعده عليه ، وذلك أنهم أنكروا قدرة الله على خلق الولد من غير أب والمنكر لها كافر ، وهو معطوف على { فبما نقضهم } أو على بكفرهم الذي بعد طبع ، وقد أوضح الزمخشري ذلك غاية الإيضاح ، واعترض وأجاب أحسن جواب .

{ وقولهم على مريم بهتانا } هو الكذب المفرط الذي يتعجب منه ، وهو هنا رميها بيوسف النجار ، وكان من الصالحين ، وقال ابن عباس : رموها بالزنا وإنما سموه { عظيما } لأنه قد ظهر عند ولادة مريم من المعجزات ما يدل على براءتها من ذلك .