ثم أردف هذا بذكر دليل من الأدلة الدالة على التوحيد فقال :
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ } أي خلق أباكم الأول وهو آدم ، وخلقه { مِنْ تُرَابٍ } يستلزم خلق ذريته منه { ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } قد تقدم تفسير هذا في غير موضع { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا } أي أطفالا ، وأفرده لكونه اسم جنس ، أو على معنى : ثم يخرج كل واحد منكم طفلا .
{ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ } وهي الحالة التي تجتمع فيها القوة والعقل من الثلاثين سنة إلى الأربعين ، وقد سبق بيان الأشد مستوفي في الأنعام والتقدير لتكبروا شيئا فشيئا ثم لتبلغوا غاية الكمال { ثُمَّ } يبقيكم .
{ لِتَكُونُوا شُيُوخًا } بضم الشين وبكسرها سبعيتان وقرئ شيخا على الإفراد كقوله طفلا والشيخ من جاوز الأربعين سنة ، يعني أن مراتب الإنسان بعد خروجه من بطن أمه ثلاث : الطفولية ، وهي حالة النمو والزيادة إلى أن يبلغ كمال الأشد من غير ضعف ، ثم يتناقص بعد ذلك وهي الشيخوخة .
{ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ } أي من قبل الأشد ، ومن قبل الشيخوخة { وَلِتَبْلُغُوا } جميعا { أَجَلًا مُسَمًّى } أي وقت الموت أو يوم القيامة ، واللام هي لام التعليل أو العاقبة { وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي لكي تعقلوا توحيد ربكم وقدرته البالغة في خلقهم على هذه الأطوار المختلفة إلى الأجل المذكور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.