فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِي ٱلۡحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسۡجَرُونَ} (72)

{ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ } يقال سجرت التنور ، أي أوقدته ، وسجرته ملأته بالوقود ، ومنه { البحر المسجور } أي المملوء ، فالمعنى توقد بهم النار وتملأ بهم ، والمراد أنهم يعذبون بألوان العذاب ، وينقلون من باب إلى باب قال مجاهد ومقاتل : توقد بهم النار فصاروا وقودها ، عن عبد الله بن عمرو قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذ الأغلال إلى قوله : يسجرون ، فقال : لو أن رصاصة مثل هذه وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن يبلغ أصلها . أو قال :

قعرها ) ، أخرجه أحمد والترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور .