والظرف في قوله { إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ } متعلق ب { يعلمون70 } أي فسوف يعلمون . وقت كون الأغلال في أعناقهم ، أو اذكر لهم وقت الأغلال ليخافوا وينزجروا { وَالسَّلَاسِلُ } جمع سلسلة معروفة قال الراغب تسلسل الشيء اضطرب ، كأنه تصور منه تسلسل متردد فتردد لفظه ، تنبيه على تردد معناه ، وماء سلسل متردد في مقره ، معطوف على الأغلال ، والتقدير إذ الأغلال والسلاسل في أعناقهم .
ويجوز أن يرتفع السلاسل على أنه مبتدأ ، وخبره محذوف لدلالة في أعناقهم عليه ، ويجوز أن يكون خبره { يُسْحَبُونَ 71 فِي الْحَمِيمِ } بحذف العائد أي يسحبون بها في الحميم ، وهذا على قراءة الجمهور برفع السلاسل ، وقرئ بنصبها ، وقرءوا يسحبون بفتح الياء مبنيا للفاعل ، فتكون السلاسل مفعولا مقدما ، وقرئ بجر السلاسل ، قال الفراء وهذه القراءة محمولة على المعنى ، إذ المعنى أعناقهم في الأغلال والسلاسل وقال الزجاج المعنى على هذه القراءة وفي السلاسل يسحبون ، واعترضه ابن الأنباري بأن ذلك لا يجوز في العربية والسحب الجر بعنف ، والسحاب من ذلك لأن الريح تجره أو لأنه يجر الماء ، والحميم هو المتناهي في الحر ، وقيل الصديد ، وقيل جهنم . وقيل الماء الحار الذي يكسب الوجوه سوادا والأعراض عارا ، والأرواح عذابا ، والأجسام نارا ، وقد تقدم تفسيره قال ابن عباس يسحبون في الحميم فينسلخ كل شيء عليهم ، من جلد ولحم وعرق ، حتى يصير في عقبه ، حتى إن لحمه قدر طوله ، وطوله ستون ذراعا ، ثم يكسى جلدا آخر ثم يسجر في الحميم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.