فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِيٓ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (72)

{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا } أي يقال لهم يوم القيامة هذه المقالة أي صارت إليكم كما يصير الميراث إلى الوارث { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا من الأعمال الصالحة ، وتلك مبتدأ والجنة صفته والموصول مع صلته صفة للجنة ، والخبر بما كنتم الخ ، وقيل الخبر الموصول مع صلته ، والأول أولى وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب للتشريف ، والمخاطب كل واحد من أهل الجنة ، فلذلك أفرد الكاف ، ولم يقل وتلكم الذي هو مقتضى أورثتموها إيذانا بأن كل واحد مقصود بذاته .

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة ، وذلك قوله وتلك الجنة التي أورثتموها ) .