فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} (67)

{ الأَخِلاَّءُ } في الدنيا أي المتحابون فيها { يَوْمَئِذٍ } أي يوم تأتيهم الساعة { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي يعادي بعضهم بعضا لأنه ، قد انقطعت بينهم العلائق واشتغل كل واحد منهم بنفسه ووجدوا تلك الأمور التي كانوا فيها أخلاء أسبابا للعذاب ، فصاروا أعداء ثم استثنى المتقين فقال { إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة ، لأنهم وجدوا تلك الخلة التي كانت بينهم من أسباب الخير والثواب فبقيت خلتهم على حالها .

عن علي بن أبي طالب في الآية ( قال : خليلان مؤمنان ، وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ، وينبئني أني ملاقيك ، اللهم لا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني ، وترضى عنه كما رضيت عني فيقال له : اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا ، ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل منهما لصاحبه : نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل ، وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار ، فيذكر خليله فيقول : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ، وينبئني أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل لصاحبه . بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل ) ، أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وحميد بن زنجويه في ترغيبه وابن جرير والبيهقي وابن مردويه وابن أبي حاتم .